أبومحمد سفیان بن مصعب العبدی الکوفی: من شعراء أهل البیت الطاهر، المتزلّفین إلیهم بولائه وشعره، المقبولین عندهم لصدق نیّته وانقطاعه إلیهم، قال الإمام الصادق علیهالسلام: «علّموا أولادکم شعر العبدی، فإنّه علی دین الله» (رجال الکشّی: 2 / 704 / 748)، ولم نجد فی غیر آل الله له شعراً، وإنّ الواقف علی شعره وما فیه من الجودة والجزالة والسهولة والعذوبة والمتانة ویری ثناء الحِمْیری سیّد الشعراء علیه بأنّه أشعر الناس من أهله فی محلّه (راجع الغدیر: 2 / 294 – 297).
4007- من الشعراء الممدوحین لدی أهل البیت علیهمالسلام، یقول:
بلّغ سلامیَ قبراً بالغریّ حوی
أوفی البریّة من عُجمٍ ومن عُرُبِ
واجعل شعارک لله الخشوع بهِ
ونادِ خیر وصیٍّ صنوِ خیر نبیّ
اسمَعْ أباحسنٍ إنَّ الاُلی عدلوا
عن حکمک انقبلوا عن شرّ منقلبِ
ما بالهم نکبوا نهج النجاة وقد
وضّحته واقتفوا نهجاً من العطبِ؟!
ودافعوک عن الأمر الذی اعتلقت
زمامه من قریش کفّ مغتصبِ
إلی أن قال:
وکان أوّل من أوصی ببیعتهِ
لک النبیّ ولکن حال من کثبِ
حتّی إذا ثالث منهم تقمّصها
وقد تبدّل منها الجدّ باللعبِ
عادت کما بدأت شوهاء جاهلةً
تجرّ فیها ذئابٌ أکلة الغلبِ
وکان عنها لهم فی «خمِّ» مزدجرٌ
لمّا رقی أحمد الهادی علی قَتَبِ(1)
وقال والناس من دان إلیه ومن
ثاوٍ لدیه ومن مصغ ومرتقبِ
قم یا علیّ فإنّی قد اُمرت بأن
اُبلّغ الناسَ والتبلیغ أجدرُ بی
إنی نصبت علیاً هادیاً علماً
بعدی وإنّ علیّاً خیر منتصبِ
فبایعوک وکلّ باسط یده
إلیک من فوق قلب عنک منقلبِ
إلی أن قال:
لک المناقب یعیی الحاسبون بها
عدّاً ویعجز عنها کلّ مکتتبِ
کرجعة الشمس إذ رمت الصلاة وقد
راحت تَواری عن الأبصار بالحجبِ
ردّت علیک کأنّ الشهب ما اتّضحت
لناظر وکأنّ الشمس لم تغبِ
وفی براءة أنباءٌ عجائبها
لم تطوَ عن نازح یوماً ومقتربِ
ولیلةَ الغار لما بتَّ ممتلا
أمناً وغیرک ملآنٌ من الرعبِ
ما أنت إلّا أخو الهادی وناصرهُ
ومظهر الحقّ والمنعوت فی الکتبِ
وزوج بضعته الزهراء یکنفها
دون الوری وأبوأبنائه النجبِ(2)
1) القَتَب: رَحل صغیر علی قدر السنام (لسان العرب: 1 / 198).
2) الغدیر: 2 / 291 – 293.