الشیخ صالح بن عبدالوهاب بن العرندس الحلّی، الشهیر بابن العرندس: أحد أعلام الشیعة ومن مؤلّفی علمائها فی الفقه والاُصول، وله مدائح ومراثی لأئمّة أهل البیت علیهمالسلام. توفّی حدود سنة (840 ه) بالحلّة الفیحاء ودفن فیها، وله قبر یزار ویتبرّک به (الغدیر: 7 / 13)
4062- من ذوی الباع فی الأدب والفقه، یقول:
ثمّ السلام من السلام علی الذی
نصبت له فی خمِّ رایات الولا
تالی کتاب الله أکرمُ مَن تلا
وأجلُّ مَن للمصطفی الهادی تلا
زوجُ البتولِ أخُ الرسولِ مطلّق
الدنیا وقالیها بنیران القلا
رجلٌ تسربلَ بالعفاف وحبّذا
رجلٌ بأثواب العفاف تسربلا
تلقاه یوم السلم غیثاً مسبلاً
وتراه یوم الحرب لیثاً مشبلا
ذو الراحة الیمنی التی حسناتُها
مُدّت علی کَیْوان باعاً(1) أطولا
والمعجزاتُ الباهرات النّیرا
تُ المشرقات المعذرات لمن غلا
منها رجوع الشمسِ بعد غروبها
نبأ تصیر له البصائر ذُهَّلا
ولسیره فوق البساط فضیلةٌ
أوصافها تُعیی الفصیح المُقْوِلا
وخطاب أهل الکهفِ منقبةٌ غلتْ
وعلت فجاوزت السماک الأعزلا
وصعود غاربِ أحمد فضل لهُ
دون القرابة والصحابة أفضلا
هذا الذی حاز العلوم بأسرها
ما کان منها مجملا ومفصّلا
هذا الذی بصَلاتِه وصِلاتهِ
للدین والدنیا أتمَّ وأکملا
هذا الذی بحسامه وقناتهِ
فی خیبرٍ صعبُ الفتوح تَسَهَّلا
وأباد مرحبَ فی النزال بضربةٍ
ألقت علی الکفّار عبئاً مثقلا
وکتائب الاحزاب صیَّرَ عَمْرَوها
بدمائه فوق الرمال مرمّلا
وتبوکُ نازلَ شُوْسها(2) فأبادهمْ
ضرباً بصارم عزمة لن یفللا
وبه توسّل آدم لمّا عصی
حتّی اجتباه ربّنا وتقبّلا
وبه دعا نوح فسارت فلکهُ
والأرضُ بالطوفان مفعمة ملا
وبه الخلیل دعا فأضحت ناره
برداً وقد أذکت حریقاً مشعلا
وبه دعا موسی تلقفّت العصا
حیّاتِ سِحرٍ کنّ قِدماً أحْبُلا
وبه دعا عیسی المسیحُ فأنطق ال
-مَیْتَ الدفین به وقام من البلا
وبخمِّ واخاه النبیُّ محمدٌ
حقّاً وذلک فی الکتاب تَنزَّلا
عذل النواصبُ فی هواه وعنّفوا
فعصیتهم وأطعت فیه من غلا
ومدحته رغماً علی آنافهمْ
مدحاً به ربی صدا قلبی جلا
وترابُ نعل أبی ترابٍ کلّما
مسَّ القذا عینی یکون لها جلا
فعلیه أضعاف التحیّة ماسری
سارٍ وما سحّ السحابُ وأهملا(3)
1) کَیْوان: نجم یقال له زُحَل (العین: 724). والباع: السَّعة فی المکارم (لسان العرب: 8 / 22).
2) الشُّوْس: جمع الأشْوَس؛ وهو الجریء علی القتال الشدید (لسان العرب: 6 / 116).
3) الغدیر: 7 / 7.
